عندما يبلغ فريق موسمه الأنجح بعد تاريخ امتد 110 أعوام، فإن ذلك يعني أنه لديه أفضل لاعبي العالم. وذلك اللاعب هو ليو ميسي، الأرجنتيني الذي قاد برشلونة الإسباني إلى ثلاثية تاريخية واستحق الآن جائزة الكرة الذهبية إقرارا بمهاراته التي لا تبارى على مستوى العالم.
وكان أثر ليونيل ميسي (14 يونيو/حزيران 1987) جليا في كل المواضع، فقد أحرز 23 هدفا ليساهم في الفوز بالدوري الإسباني وتسعة أهداف ليساعد البارسا على تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة، أحدها كان حاسما من ضربة رأس في شباك الهولندي إدوين فان دير سار حارس مرمى مانشستر يونايتد الإنجليزي في المباراة النهائية، كما أحرز ستة أهداف في بطولة كأس ملك إسبانيا أحدها في المباراة النهائية أمام أثلتيك بلباو.
ومع انطلاقة الموسم الجديد، توج النادي الكتالوني بلقب كأس السوبر الأوروبي على حساب شاختار دونيتسك الأوكراني في موناكو، حيث أهدى ميسي على طريقة العباقرة زميله الصاعد بيدرو الكرة التي عاد بها بالكأس إلى برشلونة.
وبالنظر إلى الإحصائيات، لا أحد يمكنه التشكيك في وجوده الحاسم أو مهاراته، بيد أن ميسي يمثل ما هو أكثر من أهدافه وأرقامه بكثير.
فمراوغاته وكراته الساقطة من فوق رؤوس المدافعين وانطلاقاته بالكرة ومهاراته العالية وتبادله للكرة مع زملاء بقامة تشافي إرناندث وأندريس إنييستا، كلها عوامل ساعدت المدير الفني بيب جوارديولا على نشر أسلوب البارسا في أنحاء العالم.
ومن أهم مميزات ملك الكرة الجديد، الذي يخلف البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد على عرش جائزة المجلة الفرنسية العريقة، أنه لا يختبئ أبدا بل يسعى وراء الكرة بدأب شديد.
ويمثل فوز اللاعب الملقب "بالبرغوث" بالكرة الذهبية إكليل التتويج لنجم بدا كما لو كان المحور لأفضل فريق في العالم عام 2009 ، ليستكمل نجاحه الكبير على المستوى الفردي.
فميسي (22 عاما) تمكن خلال عام 2009 فقط من الفوز، فضلا عن الكرة الذهبية، بجوائز أفضل لاعب وأفضل مهاجم في دوري الأبطال وأفضل لاعب ومهاجم في الدوري الإسباني وجائزة "أونز الذهبية" كأفضل لاعب في العالم وهو المرشح الأبرز لجائزة أفضل لاعب في العالم من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وبدأ عام 2009 بالنسبة لميسي بعد عام محبط في 2008 ، شهد تأكيد سقوط زميله السابق البرازيلي رونالدينيو والمدير الفني الذي منحه الشهرة، الهولندي فرانك رايكارد، كما أخفق الفريق خلاله في تحقيق أي لقب رغم تخمة النجوم التي كان يضمها.
ومع تسلم جوارديولا منصب المدير الفني وبدء ارتدائه القميص رقم عشرة، أظهر اللاعب الأرجنتيني قدرات جديدة وحمل برشلونة على كتفيه من أجل الفوز بكل شئ، وباستثناء بطولة كأس العالم للأندية التي تنطلق في الإمارات بعد أيام، تمكن من تحقيق هدفه.
وكان الخسوف الوحيد لميسي خلال هذا العام هو أداؤه مع منتخب التانجو، ففريق المدير الفني الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا الذي ينظر البعض إلى ميسي على أنه خليفته، تأهل بشق الأنفس إلى مونديال جنوب أفريقيا، والحقيقة أنه لا يقدم إلى جوار ماسكيرانو وداتولو وباليرمو نفس الأداء المبهر الذي يخرج منه إلى جوار تشافي وإنييستا وإبراموفيتش.
لكن ميسي بمقدوره أن ينزع تلك الشوكة من ظهره إذا ما تمكن من تحقيق اللقب الوحيد -إلى جانب لقب بطولة العالم للأندية- الذي ينقص سجله وهو كأس العالم. وبالنسبة له، لا توجد تحديات مستحيلة، وبعد أن حقق الثلاثية وفاز بالكرة الذهبية، بات طموحه الأكبر بانتظاره في جنوب أفريقيا من أجل أن يهدي بلاده ما سبق وقدمه إلى كل عشاق برشلونة.
ولحق النجم الأرجنتيني بقائمة رائعة من لاعبي برشلونة المتوجين بالجائزة الرفيعة، بدأت بالإسباني لويس سواريث (1960) والهولندي يوهان كرويف (1974) والبلغاري خريستو ستويتشكوف (1994) ورونالدو (1997) وريفالدو (1999) والبرتغالي لويس فيجو (2000) ورونالدينيو (2005).
وأعلنت الجائزة في حالتي رونالدو وفيجو بعد رحيل اللاعبين عن برشلونة بعدة أشهر، لكن الفضل الأكبر في فوزهما بها كان للمردود الذي قدماه بقميص النادي الكتالوني